
من أسباب طول فترة الانتظار في المناسبات الدينية حالات المبالغة عند الكثير حين تقديمهم لواجب التهنئة أو العزاء من خلال الإصرار على تقبيل كل الحاضرين ، أو أخذ الصور التذكارية معهم غير عابئين بمعاناة العشرات الواقفين خلفهم الذين ينتظرون دورهم .
من أهم الأسباب التي جعلتنا لا نلتزم بالنظام والدور هي الفجوة بين حمل المعتقدات والقناعة في تطبيقها ، بالإضافة إلى غياب دور المؤسسات التعليمية والدينية ، وتجاوز بعض الشخصيات البارزة والمهمة و المؤثرة للنظام وثقافة الالتزام بالدور .
طامة كبرى أن يتعلم أناس حفظ النظام وثقافة الدور في أروقة المدارس والجامعات والمساجد ، وتغيب عنهم في طوابير الخدمات والمناسبات!!.
لماذا إذا سافر من لا يعتقد بثقافة الدور إلى لبلد آخر تسود فيه تلك الثقافة يكون أول الملتزمين بها ، وهو في قمة السعادة والرضى؟ !!.
ما هو موقف أي شخصية دينية أو اجتماعية تناقل شبكات التواصل الاجتماعي صورته أثناء تجاوزه لدوره في مناسبة اجتماعية ، وهل يعتقد أن صورته ستبقى ناصعة البياض أمام الناس بعد ذلك ؟.
أولى متطلبات حفظ النظام والدور أن يكون كل إنسان أياً كان موقعه الديني والاجتماعي ( في أي زمانٍ أو مكان أو ظرف ) قدوةً حسنةً وأسوةً طيبةً في القول والعمل والمظهر بحيث تتجلى في سلوكه المنظم ، والتزامه بدوره في المعاملات والمناسبات الاجتماعية .
توطين ثقافة حفظ النظام والدور في المناسبات الاجتماعية تبدأ من أصحاب المناسبة أولاً ثم رجل الدين والخطيب والمثقف ثانياً ، ثم عامة الناس ثالثاً ، فإذا التزم أولئك بتلك الثقافة ، فثقوا تماماً أن عامة الناس لن يسلكوا طريقاً مخالفاً لهم .
ثقافة الدور في المناسبات الاجتماعية ليس التزاماً بالدور فقط ، بل بأخلاقيات راقية لا تجوز لأحد تخطي المنتظرين إلا من خلال استئذان صريح منهم سواء كان ذلك متعلقاً بأسباب صحية أو ظروف استثنائية يدلل على احترامه للمصطفين ، وتقديراً لوقت انتظارهم .
ثقافة توقير العالم ، وتقدير الكبير ، ومراعاة المريض ، وتكريم الضيف في صفوف الخدمات والمناسبات الاجتماعية لايتم من خلال إلزام وفرض الواقع ، بقدر أن تكون ثقافة اجتماعية يمارسها الناس بقناعتهم ورضاهم.
ترتكز ثقافة احترام النظام والدور على مستوى الوعي الاجتماعي والتنشئة الأسرية والتعليم في المدارس والمساجد بحيث تغرس فيهم احترام النظام والانضباط ، وإشعارهم بأنه جزء من شخصياتهم المحترمة والسوية.
لا يمكن لأي شخص أن يلتزم بالنظام والدور وهو يسأل عن شخص “معرفة” قبل الذهاب لأي دائرة حكومية أو حتى شركة خاصة كي يتحايل على النظام ، ويفلت من انتظار الدور ، لذلك لا يمكن أن يحترم مجتمع ثقافة وهو غير مقتنع بفكرتها!! .
أن الملتزمين بثقافة النظام والدور يحق لهم في أي مكان ومناسبة التساؤل أمام أي إنسان تعدى على هذه الثقافة أياً كانت صفته ومكانته ، وتوجيه الانتقاد المهذب له بكل ثقة وحزم!!.
أتساءل إلى متى ونحن نتجاهل ثقافة التعامل الصحيح ، ونتشرب منها حتى تصبح سلوكاً تلقائياً في حياتنا اليومية والاجتماعية ، وقتها لن نحتاج لأحد ينتقدنا على تصرفاتنا ، ويقسرنا على حفظ النظام ، وينهرنا للاصطفاف في الدور .
خالص محبتي
________
📝 وجدي المبارك
القطيف – الأوجام
موضرع جميل وكما ذكرت الكاتب يجب أن يكون رجل الدين هو القدوه. لان هناك من رجال الدين ورأيتهم بعيني وفيه من أصحاب المناسبات او حاشيتهم من يقدموهم على من هو ملتزم بالصف. وكذلك من العامه من يجد له صديقا. فيسلم عليه وينضم معه في نفس الصف.
أنها فعلا ثقافه اذا ألتزمنا بها تيسرت بها كل أمورنا الاجتماعيه