مايسطرون
2019-09-01

ويبقى الحسين


صِرْتَ فِي كَرْبَلَا وَحِيدًا فَرِيدَا
وَبَذَلْتَ الحَيَاةَ طُرًّا شَهِيدَا

وَرَسَمْتَ الحَيَاةَ بِالدَّمِ تَهْدِي
عَالَمًا لِلْتُقَى يُدِيرُ الوُجُودَا

وَمَلَأْتَ الأَكْوَانَ عِزًا وَفَخْرًا
تَبْتَغِي لِلْوَرَى إمَامًا رَشِيدَا

وَتَشَكَّلْتَ مِنْ دِمَاكَ بَرِيقًا
مُسْتَدِيمًا لِمَا رَضَيْتَ المَجِيدَا

قُبَّةٌ أَنْتَ لِلْحَيَارَى وَمَشْفَى
وَمَلَاذٌ لِذَا أَجَرْتَ المُرِيدَا

وَإِلَى حَائِرِكَ المَلَائِكُ تَأْتِي
تَرْتَجِي لِلْمَلَا كَمَالًا فَرِيدَا

وَلَكَ الأَمْلَاكُ الكِرَامُ تُنَاجِي
رَبَّهَا أَنْ يَبْقَى الحُسَيْنُ نَشِيدَا

وَأَنَارَتْ لِلزَّائِرِينَ سَبِيلًا
وَأَرَادَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ خُلُودَا

وَبِأَرْضِ الطُّفُوفِ جِئْنَا نُعَزِّي
فَاطِمًا وَالأَمِيرَ وَالمَوْعُودَا

يَوْمَ نَادَى الحُسَيْنُ هَلْ مِنْ نَصِيرٍ
يَنْصُرُ الآلَ حِينَ صَارَ وَحِيدَا

وَحَبَاهُ اللّهُ الشّهَادَةَ حُبًّا
فَاعْتَلَى سُلَّمَ الخُلُودِ شَهِيدَا

حَفِظَ اللَّهُ دِينَهُ بِحُسَيْنٍ
حَيْثُ كَانَ النَّبِيُّ حَقًّا رَفِيدَا

وَصَفَتْكَ العُقُولُ حَتَّى أَبَانَتْ
عَجْزَهَا عَنْ وَصْفِ الكَمَالِ شُهُودَا

أَنْتَ لِلطَّفِّ شَاهِدٌ وَشَهِيدٌ
وَيْلُ مَنْ لَمْ يَرْكَبْ سَفِينًا عَتِيدَا

كُنْتَ لِلْمَارِقِينَ خَصْمًا شَدِيدًا
وَبَذَلْتَ النَّفِيسَ فِينَا وَدُودَا

لَمْ تَخَفْ مِنْ صَلِيلِ سَيْفِ العِدَى
وَأَذَقْتَ الأَعْدَاءَ مَوْتًا شَدِيدَا

سَيِّدٌ أَنْتَ فِي الجِنَانِ وَنُورٌ
أَوْقَفَ الكَوْنَ حَائِرًا مَشْدُودَا

خَيَّمَ الحُزْنَ عَلَى بَنَاتِ الْهُدَى
فَانْبَرَتْ زَيْنَبٌ تُغَذِّي الصُّمُودَا

يَا حُسَيْنُ الإِبَاءِ زَادِي قَلِيلٌ
فَبِكُمْ أَبْتَغِي عَطَاءً مَزِيدَا

سَيِّدِي يَا شَهِيدَ يَوْمِ الإِبَا
كُنْ شَفِيعًا لِمَنْ يُنَاجِي الحَمِيدَا

١ محرم ١٤٤١ هجرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى