
هُنَا أَدْرَكَ المَرْءُ مَعْنَى الإبَاءْ
فَمَوْتٌ بِحُبِّ الحُسَيْنِ بَقَاءْ
حُسَيْنٌ نَعَى نَفْسَهُ قَائِلًا
تَسِيرُ المَنَايَا بِرَكْبِ الوَفَاءْ
فَأَبْدَى عَلِيّ سُؤَالًا لِمَا
سَيَجْرِي عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ البَلَاءْ
أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ قَالَ بَلَى
إِذَنْ لَا نُبَالِي إذَا المَوْتُ جَاءْ
بِهَذَا الخِطَابِ عَلِيّ مَشَى
بِإِيمَانِ حُرٍ إلَى كَرْبَلَاءْ
شَبِيهٌ لطَهَ بِخَلْقٍ بَدَا
وَخُلْقٍ وَنُطْقٍ رَعَتْهَا السَّمَاءْ
وَلَمَّا دَعَاهُ أَبُوهُ سَعَى
بِيَوْمِ الطُّفُوفِ لِنَهْجِ الْإبَاءْ
فَهَبَّ لِنُصْرَةِ مِنْهَاجِهِ
بِسَيْفٍ وَدَمٍ يُلَبِّي النِّدَاءْ
عَلِيّ مَضَى لِلْوَغَى مُوقِنًا
بِأَنَّ الحُسَيْنَ إمَامُ الوَلَاءْ
وَلَمَّا عَلِيّ شَهِيدًا هَوَى
بِحُزْنٍ بَكَتْهُ السَّمَاءُ دِمَاءْ
عِدَاهُ أَصَرُّوا عَلَى قَتْلِهِ
وَلَمْ يَرْهَبُوا مِنْ عَظِيمِ الجَزَاءْ
وَسَيْفُ العِدَى لَمْ يُرَاعِ الفَتَى
وَلَمْ يَسْمَعُوا مِنْ أَبِيهِ الدُّعَاءْ
إِلَهِي شَبِيهُ النَّبِيِّ قَضَى
فَدَمْدِمْ عَلَيْهِمْ عَذَابَ الشَّقَاءْ
سَلَامٌ عَلَى مَنْ بَكَتْهُ السَّمَاءْ
سَلَامٌ عَلَى نَفَحَاتِ الفِدَاءْ
الأحساء
٤ محرم ١٤٤١ هجرية