
في رثاء جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد المطلب عليه السلام
تَبْكِي الْعُيُونُ لِفَقْدِ جَدِّ مُحَمَّدِ
إِذْ كَانَ سَمْحًا صَادِقًا ذَا سُؤْدَدِ
سَهْلُ الْعَرِيكَةِ فِي تَعَامُلِهِ مَعَ-
الْأَحْبَابِ وَالْأَعْدَاءِ دُونَ تَرَدُّدِ
وَكَرِيمُ أَصْلٍ أَبْطَحِيٌّ لَا يُضَاهَى-
فِي سَخَاءٍ أَوْ إِبَاءٍ مُنْجِدِ
مَنْ مِثْلُهُ يَسْعَى إِلَى نَيْلِ الْمَعَالِي-
فِي التُّقَى وَسُلُوكُهُ بَسْطُ الْيَدِ
وَكَأَنَّ غُرَّتَهُ مَجَرَّةُ أَنْجُمٍ
تَهْدِي إِلَى رَبِّ الْعِبَادِ الْأَوْحَدِ
وَالْكَوْنُ فِي مِحْرَابِهِ خَرَّ نَاحِبًا
وَلِمَوْتِهِ انْطَفَأَتْ ضِيَاءُ الْفَرْقَدِ
وَالْمَجْدُ فِي سَاحَاتِهِ لُطْفٌ أَتَى
مِنْ رَبِّهِ الْبَارِي الَّذِي لَمْ يَرْقُدِ
سَادَ الْمَلَا بِالْعَدْلِ فِي أَرْجَائِهِ
مِنْ غَيْرِ تَعْنِيفٍ وَلَا مُسْتَأْسِدِ
مَا هَابَ مَوْتًا فِي الْوَغَى بَلْ كَانَ-
مِقْدَامًا يَصُولُ بِسَيْفِهِ مَنْ يَعْتَدِي
إِنَّ الْبُكَاءَ عَلَى الْعِظَامِ يَهُزُّنَا
وَكَذَا لِأَجْدَادِ الرَّسُولِ مُحَمَّدِ
نَبْكِي عَلَى الْمِعْطَاءِ شَيْبَةَ ذِي النُّهَى
ذَاكَ الدَّلِيلُ إِلَى كَمَالٍ سَرْمَدِيْ
فَاضَتْ دُمُوعُ عِيَالِهِ لِفِرَاقِهِ
كَالسَّيْلِ يَحْفُرُ فِي خُدُودِ الْمُكْمَدِ
الأحساء