
أكبادنا تمشي على الأرض ،أفلاذ أكبادنا لا تباع مهما صارت الظروف ولكن الفقر المادي إذا اجتمع مع الفقر العقدي يفعل فعلته الشنيعة في الإنسان المتضعضع العقيدة ، وكما روي عن أمير المؤمنين ( صلَوات الله عليه ) قوله : -( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) وهذان الخنجران المسمومان ( أعني الفقر العقدي ، والفقر المادي ) ، إذا تمكنا من الإنسان ، سلباه إنسانيته وحولاه إلى سبع ضاري ، فالعقيدة الصحيحة لها دورها في تخفيف المعاناة على الإنسان مهما التفَّت عليه الظروف القاسية ونشبت أظفارها فيه ، فهو يعتقد بأن الله يراه ويعلم حاله وقادر على رفع معاناته ، ولكنه سبحانه أراد أن تسير الحياة حسب الموازين الطبيعية لا الإعجازية ، فعلى الإنسان أن يكدح في هذه الحياة قدر جهده وطاقته فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ، قال تعالى 🙁 يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) الإنشقاق ٦..وإن للمعاصي آثارها الوضعية ، والتي يكون الإنسان هو السبب في وجودها بسبب جرائمه وموبقاته وكما في دعاء كميل 🙁 اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ) إلى آخره..فالذنوب كالفيروسات والميكروبات ، كل نوع يتسبب في حدوث مرض معين ، وكل نوع له علاجه الخاص ، فما لم يتدارك المريض علاجه فقد يفتك به المرض ، فما نراه من مشاكل عويصة وقد طبقت الآفاق وجثمت بكلكلها على صدور العالم ، إنما هو بفعل الإنسان نفسه وقد قال تعالى :-(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) الأنفال ٢٥..فإذا أراد العالم أن يعيش الأمن والأمان فعليه الرجوع إلى الله وإلى أوليائه المنصوبين من قبله ، فقد وضع الحلول لكل المشاكل والحوادث فلن ينعم العالم بالراحة والإستقرار وهو متنكر لخالقه وبارئه، ومتمرد على كتابه وسنة نبيه ، فبين ذلك خرط القتاد ، فهنيئا لمن ترسخت عقيدته الصحيحة في نفسه ، وأشرقت بركاتها على قوله وفعله ، وعاش سعيدا مع عائلته وأفلاذ كبده ، ولَم تلجئه الظروف القاسية إلى بيع أولاده وثمرة فؤاده ، فإنها فعلة شنيعة تهز الإنسان المؤمن من أعماقه ، فلتكن أعيننا على المحرومين لحفظ ماء وجوههم ، ولتخفيف المعاناة عنهم ، فلا تقذف بهم عواصف الفقر المدقع إلى التخلي حتى عن أولادهم وأحبابهم .
مقالات اجتماعية فيها دروس من واقع الحياة.. شكرا استاذ عيسى.. أنا اتابع كل ما تكتب
جزاك الله خير