الرئيسيةوطن
2021-03-24
بلدية القطيف للأهالي: اطمئنوا... واتخذوا هذا الإجراء سريعًا

«كورونا».. حاربت الإنسان.. وكاثرت الكلاب الضالة

التوسع العمراني تسبب باختلالات بيئية متعددة

وسام الناصري - خليج الديرة

التوسع العمراني تسبب باختلالات بيئية متعددة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً حالة كبيرة من الجدل حيال تزايد حوادث الكلاب الضالة، وكان آخرها في الرياض، عندما هاجمت الكلاب الضالة طفلة صغيرة؛ مما أدى إلى وفاتها، وهو ما دعا الكثير من رواد التواصل الاجتماعي، للتساؤل عن أسباب انتشارها بهذه الطريقة المخيفة في الأحياء السكنية، وتبدل سلوكياتها الأليفة لمفترسة…

وتعليقاً على هذا الموضوع يقول «الدكتور محمود عبد الواحد الخميس» عضو الجمعية الامريكية لصحة الغذاء و الصحة العامة البيطرية: “إنَّ الكلاب حيوانات لا تُصنف من ضمن المفترسات، بل من الحيوانات المستأنسة والأليفة، لافتاً إلى أنّ سلوكها الدفاعي أو الهجومي يختلف حسب الموقف، فتارة تستخدم صوتها للنباح دون أن تسبب أذى للآخرين، للدفاع عن مكانها أو عن صغارها، أو الهجومي الشرس في حال الاعتداء عليها أو سلبها شيئاً خاصاً بها.

سلوك الكلب

ويوضح «الخميس» إنّ من سلوك الكلاب اللحاق والجري خلف من يهرب منه؛ فعندما يرى أحداً ما قريب؛ كحركة استباقية منه يدافع عن نفسه، ويكون سيء السلوك حينها فيلجأ إلى العض أو الخدش، وكلما قلّت مقاومة الطرف المقابل زاد الكلب جرأة، وعادة ما نرى الكلاب الضالة تخرج جماعات لتعزيز ثقتها ببعضها البعض، بل وتقلد بعضها في السلوك.

اللجوء للعمران

وعن اللجوء للعمران، يُبين «الخميس» أنّ تغير البيئة الزراعية و التوسعة الأفقية العمرانية، مع قلة توفر مصادر الغذاء الطبيعية للكلاب؛ أجبرها للبحث عن غذائها داخل المدينة من خلال مخلفات المطاعم، وأسواق النفع العام، بالإضافة إلى عدم رفع المخلفات بشكلٍ دوري؛ بالذات في المحال التي يمتد عملها إلى ساعات متأخرة؛ فسوء التسوير للمزارع، و الاستراحات أو عدم وجود حواجز شبكية على الطرق السريعة سهّل وصولها للتجمعات السكنية، لافتاً إلى أنّ تأخر تفعيل الطرق الرحيمة في الحدِّ من انتشار الكلاب سيؤدي لازدياد و تفاقم المشكلة، لأن وجود الكلاب الضالة هي نتيجة و ليست سبب.

أنثى الكلب

ويضيف أن أنثى الكلاب تلد ما يقارب من ثلاثة إلى خمسة جراء، خلال فترة حمل ما بين ٥٨ إلى ٦٢ يوماً، علماً أنّها تلد في الظروف العادية مرتين في العام، وهذا أحد أسباب الازدياد في عددها، منوّهاً على الأسر بضرورة مراقبة الأطفال وعدم تركهم في المزارع والأحياء لوحدهم.

تحالف الكلاب

«محمد الزاير» الباحث البيولوجي والمهتم بالوضع البيئي في دول الخليج العربي، ورئيس مجموعة رصد وحماية الطيور، يقول: “إنّ المفترسات ومنها الكلاب البرية هي إحدى مكونات أغلب البيئات، وهناك أكثر من سبب لزيادة نشاطها هذه الفترة، فغارات الكلاب على مزارع صفوى، والجارودية وهجومها على الناس له عدة أسباب، أولها أنّ الكلاب أغلبها ضالة، ومعنى ضاله أنها تركت البرية والمزارع، ولجأت للمساكن بسبب الجوع، خاصة أن بعض المساكن توفر لها الطعام.
وبيّن أنّ الكلاب ليست من حيوانات القمامة أي أنها لا تتغذى على أكل الجيف والزبالة والحيوانات النافقة، لهذا تلجأ للتحالف فيما بينها لتساعد بعضها على صيد القطط أو الأطفال.

ردة فعل

أما الطبيب البيطري «أحمد آل سنبل» رأى أن أسباب انتشار الكلاب الضالة كثيرة ومتشعبة، موضحاً أن الكلاب عادة إذا لم تكن مصابة بالسعار لا تهاجم الإنسان إطلاقاً، وتهاجمه فقط في حال الدفاع عن نفسها أو صغارها لحمايتهم، أو في حال الاعتداء على منطقتها.

جائحة كورونا

كما اعتبر «آل سنبل» تبدل وتغيير الأجواء سبباً آخر في تغير سلوكيات الكلاب، لافتاً إلى أن الحجر المنزلي وقت جائحة «كورونا» ساعدت على انتشار هذه الكلاب الضالة في الأحياء السكنية؛ لغياب التواجد البشري وهدوء الأحياء للبحث عن الغذاء، إلى جانب تدمير بيئتها الأصلية.

اختلال بيئي

كما رأى «آل سنبل» أن اختلال التوزان البيئي بفعل ردم البحر من جهة، وتقليص المساحة الزراعية من جهة أخرى في محافظة القطيف، ساعد على تكاثر بعض الحيوانات على حساب حيوانات أخرى، مشيراً إلى أن هذا الاختلال بدأ يظهر بشكلٍ واضح بعكس السابق.

حلول سيطرة

وللحدِّ من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية، لفت «آل سنبل» إلى أنّ الحل هو السيطرة على أعدادها بالتعقيم، إلى جانب تنظيم حملة مكثفة بمساعدة الجهات الحكومية والقطاع الخاص لهذا الشأن.

موسم تكاثر

«حسن العيد» صاحب حديقة حيوان سابقاً، ومربي لأنواع الحيوانات يقول أيضاً في هذا الشأن: “إنّ المناخ الشتوي الفائت كان ملائماً بشكلٍ تام لتزاوج هذه الكلاب وولادتها، مبيناً أن صغارها تأقلمت تدريجياً في هذه الظروف حتى كبرت وخرجت مع أمها للصيد، لهذا رأى أن من الضروري إخصاء هذه الكلاب للحدّ من تكاثرها.

بلدية القطيف للأهالي… اطمئنوا

وفي سياقٍ متصل، أكدت بلدية محافظة القطيف أنها تطبق الإجراءات النظامية للحدّ من الكلاب والحيوانات الضالة والعقورة داخل الأحياء.

وقالت في بيان لها حصلت “خليج الدانة” على نسخة منه أنها خصصت فرقًا ميدانية تقوم بجولات دائمة ومنظمة في كافة مدن وبلدات المحافظة، وفي حالة رصد أي منها يتم التعامل معها وفق الإجراءات النظامية المتبعة، حرصاً على الصحة العامة ‏للمواطنين والمقيمين من مخاطرها أو إزعاجها.
وشددت على ضرورة التعاون في الإبلاغ عن أي ملاحظة تتعلق بذلك عبر رقم الطوارئ (940).

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى