مايسطرون
2022-03-07

❗️أيقونة الصبر أمي❗️


أحي المرأة في يومها العالمي، مع إنحناءة خاصة لها, وإهداء متواضع خاص بمقالي للجميع هنا, حيث صادف أمس الذكرى العاشرة لرحيل أمي حيث تاريخ رحيلها السابع من هذا الشهر, وقررت أن أكتب عنها بعض الشيئ.

كثيرا مايسألوني هل أنا أشبه أمي! وليتني مثلها ولو بالقليل من مزاياها! ولكن عندما ألمح نفسي أشعر بملامحها فيني نعم ملامح الوجه فقط, وعندما كنت أتأملها استشف فيها الوجع الصامت الخفي, الذي لا يخفى على من يعرفها ويدرك سر وجعها الذي يحاكي السماء! وإن كانت أمي غير متعلمة إلا إنني تعلمت منها الكثير الكثير! هنا سأتجاوز قليلا وسأمنحها غيابيا دون تصفيق وهي ليست بحاجة لذلك, سأمنحها لقبا “أيقونة الصبر” وإن كان متأخرا حيث يقال, “القبلة على جبين الميت لا تجدي أبدا”! أمي كانت تملك الصبر والرضا، لو تم توزيعه على الكون كله لبقي منه وفاض, ولعل البعض ممن لا يعرفها تستوقفه فكرتي, وعذري إنني أدرك سر مايحتويه قلبها من حزن وهم وقلق, وإن كانت تخفيه على استحياء.

غالبا ما أجد نفسي متحفظة إذا ما أردت ان اكتب بشفافيتي المعهودة, عن بعض الخصوصية التي تستحق أن أقف عندها بحيادية, شاكرة للقراء احترام عمق مشاعري. لقد رزق الله أمي اربعة أبناء فاقدي البصر والحمد لله هذا هو قدرهم من الله, وكانت صابرة راضية لا حول ولا قوته إلا بالله العلي العظيم, وكنت أساعدها في شؤونهم, حيث كنت ألمحها بين حين وآخر, تتخذ ركنا خفيا وغالبا تنزوي فوق السطح بالصيف, حيث كنا ننام هناك وأسمع أنينها ونحيبها لوحدها وهي تطالع السماء,هذه اللقطة الموجعة لا تفارقني وتكاد أن تنقلني لأقدار السماء العادلة! وتجعلني في حالة دهشة من قوة تحمل أمي بهكذا إبتلاء!نفسي احضنك ياأمي وأبارك لك هذا الإبتلاء

آآآه لصبرك ياأمي! تجعليني أرى فيك الجمال بشتى أنواعه, كنت أتهجئ أوجاعك وكأنني أعيش داخل نبضك, كيف لك أن تمتلكين هذه القدرة الممكنة من التحمل وبذات الوقت من التوازن ايضا! لا أخفي دهشتي منذ سنوات ليست بالطويلة أتفاجأ إنني اكتشفت نفسي من خلالك,وحاليا أتعلم قليلا من مزاياك وهذا سر سكوني وشعوري بالطمأنينة, يانبع الحنان والعطاء ياأمي ولديك من الصبر في أعلى حدوده ودرجاته, أدين لك بفخري لصبرك, فأنت في يوم المرأة العالمي الإستثناء بلا حدود.

مهما كانت مشاعري وعفويتي في الحديث عنك كالعطر أو كالمطر, فأنت تستحقي الأكثر يافاطمة الحياة ياأمي.

تلك هي مشاعر وحالة أمي الإنسانية، انها لن تنسى نفسها، رغم الوجع الذي تسكنه، ورغم صعوبة المسؤولية التي تقوم بها، إلا انها عرفت ماذا يجب ان تفعل في حياتها. ربما إنه لا يخص غيرها بشكل مباشر، ولكنها بالتأكيد حافظت على توازنها لتستمر في التعايش والتأقلم والصبر والشكر والحمد, هذه هي المرأة في شخص أمي! كم امرأة تستطيع ان تصبر وتشكر مع معاناتها وتنتهزه لتنال الجزاء من ربها وتسجل بصمتها في الحياة كأمي فاطمة الحياة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى