
من منطلق الآية الكريمة {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، آمن «باقر البراهيم» بما أعطاه الله تعالى من هدية ثمينة لا تقدر بثمنٍ، ولا تزن بالذهب، رغم كونها مختلفة نوعاً ما عمّا كانا يحلمان به هو وشريكة حياته.
«محمد» هو هديتهما من الله تعالى، طفل مصاب بمتلازمة دوان، وبرغم من معرفتهما بإصابته بعد ثلاثة أشهر فقط من مراحل الحمل؛ إلا إنّهما انتظراه بفارغ الصبر والشوق، وتعهدا أن يتأقلمان على وضعه الصحي مهما كان.
معاناة أول عامين
العامان الأولان من عمر «محمد» كانت هي الأكثر صعوبة، والسبب يعود إلى أن الطفل كان يعاني من ثقب في القلب، إلى جانب إصابته بحساسية الربو.
لكنّ الأب قرّر أن يكون هذان العامان مثابة إمتحان صعب، وعليهما التغلب على صعوباته مهما كانت، وأن يبدآن فعلياً في تربية هذا الطفل التربية الصّحية والصحيحة.
تعافي
«البراهيم» وخلال حديثه قال: فعلاً خلال العامين تغلبنا على هذه الصعوبات، وتعافى «محمد» من ثقب القلب، وحساسية الربو، بعد أن كان تقريباً شبه يومي في المستشفى، وقبل أن نبدأ المرحلة الثانية في رحلتنا مع «محمد».
إعاقة ذهنية
ولفت الأب «البراهيم» إلى أنهم انتقلوا للمرحلة الثانية من مرض ابنهما التي تمثلت في إعاقتة الذهنية والبدنية، مبيناً أن مرحلة تأهيله ذهنياً تمثلت في تعليمه عن طريق المحاكاة، وعبر التحدث معه باستمرار، وبتناغم مثالي مع جو الأسرة، ومشاركتها الحديث.
البحث عن مركز
وبيّن أن تعليم «محمد» لم يقتصر داخل منزله فقط؛ بل توسعا في البحث عن مركز لتأهيله في الأحساء، أوالدمام إلى أن وجدا مركزاً في الدمام، وهو الآن يدرس فيه منذ أن كان عمره عامين.
قصة قبل النوم
وتعامل الأبوان مع «محمد» كل ليلة معاملة طبيعية؛ ففي كل ليلة كانت والدته تحكي له حكاية قبل نومه؛ بل وكانت تناغيه بأهازيج المهد، و الأناشيد الأخرى، منذ بداية عمره.
ومن المذهل كما يقول الأب إنّ ابنه «محمد» يتذكر أنشودة؛ قد ألقيتها عليه، وقد سمعها آخر مرة منذ كان في العامين من عمره، ويستطيع إنشادها حتى هذا اليوم، وهو ما يثبت قدرة الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة بأن يكونوا قادرين على قدرات مذهلة.
الإعاقة الجسدية
أما عن إعاقة «محمد» الجسدية لفت الأب إلى أنه بدأ في علاجه عن طريق العلاج الطبيعي، المتمثل في التدليك، و المساج الليلي الهادىء بزيت الزيتون أي قبل النوم، وذلك لتقوية عظامه، حتى يستطيع أن يحركها.
دمجه اجتماعياً
وحول دمج «محمد» مع المجتمع قال: حتى نستطيع أن نخرج أطفالنا إلى المجتمع لابد أن نؤمن بقدرتهم أولاً، ونثق بحجم ذكائهم وإدراكهم، وأن يروهم كباراً دائماً وأبداً حتى لا يستصغرون، ويتجاهلون من قبل الآخرين.
التغذية السليمة
ونصح الأب أسر متلازمة داون بأن يهتموا كثيراً في تغذية ابنهم المصاب بشكل صحيح، وأن تكون تغذية صحيحة، وسليمة خالية من الدهون المشبعة، لافتًا إلى أن متلازمة داون عند سن بلوغهم يتعرضون إلى السمنة؛ لأنهم لا يمضغون طعامهم؛ بل يبتلعونه دفعة واحدة.
وبيّن أن على الأسرة إرشاد طفلهم في كيفية مضغ الطعام، بشكل جيد ثم بلعه، مشيرًا إلى أن هناك طرق عملية لذلك وشروح عن طريق المجسمات والرسوم المصورة.