
مع بداية القرن 19 بدأ مصطلح صعوبات التعلم بالانتشار، ومنذ ذلك الوقت شهد العديد من التسميات، حتى جاء عالم النفس الأمريكي« صموئيل كيرك» والذي يعود له الفضل في اشتقاق مصطلح صعوبات التعلم كمفهوم تربوي جديد.
وقدم« كيرك » اقتراحًا يتمثل في جعل ذلك المصطلح بمثابة حل وسط لذلك الكم الكبير من التسميات التي استخدمت آنذاك لوصف أولئك الأفراد الذين يتسمون بمعدل ذكاء متوسط، أو فوق المتوسط، ولكنهم يُواجهون العديد من المشكلات التعلمية.
ولقي مجال صعوبات التعلم اهتمامًا متزايدًا على مستوى الباحثين لدراسة الأطفال الذين صنفوا على أنَّ لديهم صعوبات تعلم، و حقهم في التعليم، ومواجهة التحديات التي تواجههم في بعض العمليات المتصلة بالتعلم كالفهم، أو التفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة (عسر القراءة)، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق ، أو إجراء العمليات الحسابية.
فكيف اكتشف إن كان ابني من ذوي صعوبات التعلم أم لا؟!
الاختصاصي في مجال صعوبات التعلم «طالب آل عبد الجبار» يذكر أن هناك نوعان من أنواع صعوبات التعلم، النوع الأول هو « صعوبات التعلم النمائية» وتتعلق بنمو القدرات العقلية، والعمليات المسؤولة عن التوافق الدراسي للطالب، وتوافقه الشخصي، والاجتماعي، والمهني ويشمل:
1- صعوبة الانتباه:
ومن سماتها تشتت عالي في الانتباه، وعدم التركيز على نقطة معينة، بل البحث عن كل ماهو مثير، مع نشاط زائد بلا هدف، ومزعج مع اندفاع وتهور في التصرف.
2- صعوبة الإدراك:
ومن سماتها بطء في الإدراك البصري والسمعي، مثل التأخر في استجابة التعليمات والتوجيهات التي يسمعها، وعدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان.
3- صعوبة التفكير:
ومن سماتها عدم القدرة على حل بعض المشكلات والوصول إلى نتيجة صحيحة.
4- صعوبة الذاكرة:
ومن سماتها صعوبة تذكر بعض الأحداث، أو الأسماء، أو استرجاع بعض المعلومات.
5- صعوبة حل المشكلة:
ومن سماتها عدم القدرة على حل بعض المشكلات البسيطة.
أما النوع الثاني من صعوبات التعلم فيُبيّن المختص «آل عبد الجبار» إلى أنها «صعوبات التعلم الأكاديمية» وتشمل:
1- صعوبات القراءة؛
ومن سماتها عدم القدرة على قراءة الحروف، وعدم التفريق بين الحروف المتشابهة، وصعوبة في الطلاقة أثناء القراءة.
2- صعوبات الكتابة:
ومن سماتها عدم القدرة على كتابة الحرف بالشكل الصحيح (تشوه الحروف)، أو إبدال الحروف أثناء الكتابة، أو إقلاب بعض الحروف أثناء الكتابة، عدم وضع النقاط على الحروف المنقطة، عدم إمساك القلم بشكل سليم، الضغط على القلم.
3- صعوبات الحساب:
ومن سماتها عدم القدرة على حل بعض المسائل الرياضية البسيطة مثل الجمع، والطرح، والضرب، وعدم القدرة على التفريق بين الرموز الرياضية مثل ( _ + × ).
ويضيف، إن أطفال صعوبات التعلم لا يستطيعون التعلم بالطريقة التقليدية، ويحتاجون إلى طريقة خاصة تناسب قدراتهم، وهنا يأتي دور الوالدين عندما تظهر بعض الصفات على طفلهم قد تستدعي تدخل أخصائي صعوبات التعلم؛ لتشخيص الطفل عن طريق بعض الاختبارات الخاصة كاختبار «بينيه ووكسلر »، ووضع خطة تناسب الطفل وتركز على نقاط الضعف لتقويتها ونقاط القوة لتعزيزها.