
منذ أن مُنحت المرأة حق القيادة في المملكة بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله – في 26 من سبتمبر 2017، وفي 20 شوال 1439هـ الموافق 24 يونيو 2018 بدأ إصدار رخص القيادة للنساء، وبدأت معه المنافسة مع الرجل في وظائف كانت من صميم عمله، ومعه توجهت السيدة للعمل في تطبيقات التوصيل المنتشرة حول المملكة، وتوصيل الموظفات، وطلبة المدارس.
قيادة المرأة بين السلب والإيجاب …
وحول هذا الأمر وما رافقه من إيجابيات وسلبيات، أفاد محمد الشويخات بأنه يعمل كسائق توصيل من سنة 2008- 2009، ولا يزال على رأس العمل حتى الآن، وذكر أن المشاركة بين الرجل والمرأة أمرٌ محمود، ونظرًا لاهتمام المرأة بالقيادة سواء كانت في توصيل الطلبة أو غيرها، هو مساندة لزوجها في ظل الغلاء المعيشي في الوضع الحالي، وإسنادًا لنفسها ومن تعيل.
وتابع، تفضل المرأة امرأة من جنسها لتوصيلها، سواء للعمل، أومراكز التسوق، وغيرها، إلا أن هناك بعض الأمور التي تجعل قيادة الرجل مرجحة على المرأة في توصيل الطلاب، كأن يلزم الرجل النزول من السيارة لتجميع الطلاب واركابهم السيارة أو الحافلة، وهو مالا تستطيع المرأة فعله، وتكتفي بالوقوف عند باب المدرسة حتى يصعد الطلاب.
وأضاف، القيادة ليست سهلة في وسط الزحام الملحوظ، وبما أنها قادت وحققت ما تصبو إليه، نتمنى لها التوفيق.
التوصيل عملٌ مناسب للمرأة …
«جاسم الحكيم» – سائق توصيل – لفت إلى أن المرأة تستقر وترتاح نفسيًا إن أوصلتها وأطفالها سيدة من نفس جنسها، ونبه الحكيم المرأة بعدم توصيلها للأولاد، لكثرة حركتهم والتي تحتاج إلى ضبط النفس وسعة البال وهذا قد لا يتوفر لديها كثيرًا.
وواصل، يفضل أن تعمل المرأة سائقة ولا تعمل بشركات فراتب بعض الشركات لايناسب المرأة، علاوةً على أن بعض الأعمال لاتناسب المرأة، فعملها بالتوصيل يجنبها سيطرة الرئيس، والاختلاط بالرجال.
السياقة مطلبٌ ومدخول …
من جانبه، بين «محمد حسن داؤود»- مشرف لمجموعة سائقين، وسائق لأكثر من 25 عامًا، أن دخول المرأة في العمل كسائقة بمسمى «كابتن » هو مطلب اجتماعي، وأضاف خدمة هي في الأساس مطلب في المنطقة، وأيضًا يشكل مدخول إضافي للسيدات، أما بالنسبة للسائقين الرجال فلن تؤثر عليهم تلك المنافسة، حسب وجهة نظره؛ فالسائق المعروف، والأمين ، والذي يمتلك خبرة عالية في الحفاظ على النظام والسلامة، تجعله محط ثقة الجميع، ولا تؤثر عليه المنافسة.
وأشار الداوود إلى أن الأهالي بدأت مطالبهم تزداد هذا العام على طلب كابتن من العنصر النسائي، وهذا يدل على أن المجتمع بدأ يثق فيهن وأنهن أهلٌ لذلك.
السائقة أكثر أمانًا …
أما مدربة القيادة «لينا أبو الوليد»: قالت إن أصعد السيارة مع سيدة أكثر أريحية من الرجل، خصوصًا أن بعض العوائل ترفض ركوب نسائهم أو بناتهم مع سائق، فكان خيار السائق السيدة أكثر راحة واطمئنان.
وأضافت، سعر توصيل المرأة مرتفعًا مقارنة بالرجل، وذلك ناتج عن جهلها بالأسعار المتداولة، ويوماً عن يوم تثبت المرأة نفسها في مهنة التوصيل.