
كلمة (نظام) مفهوم ليس له معنى واحد، بل لا نجد في مصادر العلوم اتفاق عليه، خصوصاً في على الاجتماع المعاصر، فهناك بعض العلماء يؤكدون على حقيقته من ناحية تكوين (القواعد) والتي تعد الأسس التي يبتني عليها مفهوم أدوات النظام، بينما نرى فريق آخر من العلماء يرى أن (النظام) هو تجسيد لأدوات تم إعدادها ووضعها في حيز التنفيذ.
والفرق بين الفريقين أن الأول يرى (النظام) على انه إيجاد أرضية تبُني عليها الأمور وتحقيق الرؤية المستقبلية للفرد والمجتمع، بينما الفريق الآخر يرى أن الأدوات هي أهم من إيجاد القواعد!
والأصح أن (النظام) هو القواعد الأساسية أي الأرضية والقاعدة، إذا لا يمكن تغير أي مجتمع وسن القوانين له، ووضع الضوابط الآمنة له وحفظه، وتنميته نحو حياة أفضل إلا بعد أن توجده على أرض صلبة وقوية ومحكمة وقيادة مفكرة، لها تطلعات مستقبلية وفق رؤية ثاقبه.
قال المفكر الغربي (جيمس فايبلمان james Feibleman) ما نصه: ” النظم الاجتماعية الصحيحة هي عبارة عن إجابات مجمدة..”. (أي جاهزة ومحفوظة- كالطعام المجمد الذي تم إعداده بشكل متقن طبقاً للمواصفات والمقايس المطلوبة). وهذا يقودنا للقول أن الرؤية المستقبلية التي ستتحقق في المستقبل القريب في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين، تحمل بين طياتها عدة مشاريع وطنية تتمركز على استثمار العنصر البشري أولاً والموارد الطبيعية ثانياً، وهذا يقودنا إلى بعض التساؤلات الأساسية، وتلك التساؤلات هي:
-كيف تؤّمن اجيالاً جديدة تكونوا معدة إعداداً سليماً للدوار والمهام التي سوف تناط بها مسؤولية تنمية المملكة الحديثة.
-كيف تعمل على توفير كل ما يحتاج إليه المواطنون والمقيمون لعيشهم العيش الكريم في آمن وأمان.
-كيف تعمل الرؤية على تسوية الصرعات التي لا مناص من قوعها داخل الوطن الواحد بين المصالح والاتجاهات والمذهبيات.
-كيف نحافظ على ما تملكه من تراث، وقيم، واخلاق اصلية لتكون منصات انطلاق نحو نشر الثقافة العربية السعودية الأصيلة.
-كيف نؤّمن بقاءنا مع المتغيرات الكثيرة التي تحدث بالعالم في الشرقي والغرب.
كل تلك التساؤلات وغيرها اختصرته الرؤية الوطنية في جواب واحد ألا وهو: الرهان على (الشباب السعودي الطموح). لما له من إمكانات متميزة شهدت بها المحافل العلمية والعالمية، بفضل من الله وتحت ظل قيادة حكيمة وطموحه، وها هو اليوم الوطني يتُحفىُ في كل عام بما تنجزه الدولة حكومةً وشعباً بمنجزات نفتخر بها مع المسلمين للحفاظ على الحرمين الشريفين وتطوير مرافقهما لتكون افضل بقعة على وجهة الأرض، وتيسّير أداء الحج والعمر في آمن وأمان، وتنمية الوطني المعطى في كافة جوانبه، وتغير مساراته لمواكب للعولمة والحداثة والعصرنة بمبادئه الدينية، واصالته العربية، وتراثه الوطني. و الحمد لله اولاً واخيراً
الشيخ الدكتور عبدالعظيم المشيخص – قاضي الاوقاف والمواريث بالقطيف