
أولا علينا أن نعرف ان هناك احساء كثيرة منتشرة في أنحاء الجزيرة العربية حيث أن العرب يطلقون مسمى احساء على كل منطقة تتجمع تحت أرضها المياه.
يجتهد مؤرخي احساء الهفوف في اعتقادهم ان احساء القرامطة هي نفسها قرية البطالية المعروفة الان ضمن منطقة احساء الهفوف
حتى قال مؤرخهم في كتاب تحفة المستفيد لابن عبد القادر قوله : ” بنى ابو طاهر مدينة بجانب مدينة هجر واطلق عليها اسم الاحساء” (وهذا خطأ من المؤرخ ابن عبد القادر لان ابو طاهر بنى مدينة في احساء بني سعد المعروفه مسبقا ولم يطلق عليها الاحساء لانها كانت معروفة من قبل باحساء بني سعد وقد لجاء اليها سابقا صاحب الزنج ايضا )
ويكمل ابن عبد القادر قوله: “قلت هي بقرب قرية البطالية وهناك قصر يعرف بقصر قريمط بالتصغير والتحقير وجعل للبغاء موضعا خاصا يعرف حتى الآن بالقحيبات يعني محل القحيبات”
دعنا نتحقق من قول ابن عبد القادر ونقارن قوله بما ذكره الرحاله ناصر خسرو الذي عاصر القرامطة وكتب مواصفات احساء القرامطة محددا ابعاد موقعها بالتفصيل
قال ناصر خسرو:” وحين يسير المسافر من الحسا إلى الشمال سبعة فراسخ يبلغ جهة القطيف وهي مدينة كبيرة بها نخل كثير ”
كما يقول في موضع آخر: ” والبحر على مسيرة سبعة فراسخ من الحسا إلى ناحية الشرق فإذا اجتازه المسافر وجد البحرين”
من قول خسرو يتبين للقارئ أن المسافة بين الاحساء والبحر من جهة الشرق،سبعة فراسخ
والمسافة بين احساء القرامطة والقطيف من جهة الشمال هي سبعة فراسخ أيضا
بينما المسافة بين القطيف والبطالية في احساء الهفوف حوالي ١٨٠ كيلو متر
واقرب ساحل بحر للبطالية يبعد حوالي ٧٠ كيلو متر.
وهذا يوضح خطأ قول ابن عبد القادر
اما لمعرفة موقع احساء القرامطة نقول :
الفرسخ كما هو متعارف عليه ثلاثة أميال وعرف عند الرحالة أنهم يعتمدون في حساباتهم على الميل اللغوي،الذي هو عندهم مدى البصر ومنتهاه ، كما ذكر الحموي في معجمه قوله: “قال ابن السكيت:وقيل للاعلام المبنية في طريق مكة أميال، لأنها بنيت على مقادير مدى البصر كل مرئي فإنا نرى الجبل من مسيرة أيام ، إنما نعني أن ينظر الصحيح البصر مامقداره ميل، وهي بنية ارتفاعها عشر أذرع أو قريبا من ذلك وغلظها مناسب لطولها وهذا عندي أحسن ماقيل فيه” انتهى
ولمعرفة تقريبية لمسافة الفرسخ لدى الرحالة خسرو، نقول أن خسروا ذكر أن من اليمامة إلى ألاحساء (40) فرسخ، ومن الاحساء إلى القطيف (7) فراسخ ، وبالتالي المسافة بين اليمامة والقطيف مجموعها سبعة وأربعون فرسخا .وكما هو معروف أن اليمامة في أيامنا هذه تعرف بمدينة الخرج قرب العاصمة السعودية الرياض والمسافة التقريبية بين القطيف والخرج أربعمائة كيلومتر تقريبا .فإذا قسمنا أربعمائة على سبعة وأربعون فرسخ فالنتيجة يكون فرسخ ناصر خسرو يساوي (8.51) كلم وبالتالي:
فالمسافة بين الخرج واحساء القرامطة تساوي (340) كلم ، بينما المسافة بين أحساء القرامطة والقطيف (60) كلم
وعليه إذا أردنا تحديد أحساء القرامطة في أيامنا هذه نقول أنها تقع في الطريق بين مدينة بقيق الحديثة ومدينة القطيف على بعد ستون كيلومتر من القطيف.
وكما هو معرف أن أحساء اليوم وقصبتها مدينة الهفوف، تقع على بعد(١٨٠) كلم تقريبا من منطقة القطيف وبها عدة مدن وقرى ، وبالتالي يتبين لنا أن أحساء اليوم تبتعد عن أحساء القرامطة حوالي مائة وعشرين كيلومتر تقريبا،وبالتالي فالقطيف أقرب إلى أحساء القرامطة(المؤمنية) من أحساء الهفوف.
ولمعرفة أكثر ممكن مراجعة كتابنا تاريخ هجر.