مايسطرون
2022-11-10

دوام الحال من المحال


قال أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام يصف الانسان في ضعفه وقلة حليته:مسكين ابن ادم اوله نطفة واخره جيفة وما بينهما نتنه وفي قول آخر عنه عليه السلام عن الإنسان قال ٫مكتوم الاجل مكنون العلل ومحفوظ العمل ٫ تؤلمه البقة وتقتله الشرقة.
وصف يحاكي الواقع الإنساني بكل حذافيره ومعانيه وقد وضع أمامنا يده على الجرح الذي يشتكي منه أغلب البشر في خضم هذه الحياة الملونه والمتقلبة فلا سعادة پاقية ولا شقاء دائم وإنما هي المقادير تأتينا من كل حدب وصوب لترينا مدى ضعفنا وقلة حيلتنا في التعامل مع احداث الحياة اذا كانت خارج المألوف والمستطاع، فهي تجارب ترفعنا من جانب وتضعنا ڤي جانب اخر لتعلمنا الصبر على الشدائد ومواجهة الصعاب وكيفية التعامل معها ونحن نخوض دروس عديدة بين الامل والرجاء والصبر والقضاء بما قدره الله.

وقد أخبرني أحدهم أنه يوماً ما اصيب بوعكة صحية مفاجئة الزمته الفراش وكان امله كبيرا بالله في الشفاء العاجل وبفضل إتباع الأوامر الطبية ولكن بعد معاناة من الألم والشدة كانت النتيجة هو شبه السيطرة على الاوجاع المزعجة والتي على اثرها جاءت له ردة فعل نفسية وشعر كم هو ضعيف ويتضاعف أمام اي طارئ مرضي حادث … ولكن لب القضية وجوهرها يكمن كيف أن هذا الإنسان المغتر بقوته وجبروته هل اعاد حساباته من جديد وأدى ماهو مفروض عليه من الواجبات الدينية والحقوق البشرية فترى اناس من البشر من أولئك المغرورين عندما كانت العافية تلبسهم تراهم يعربدون ويظلمون الناس في حقوقهم غصباً ونهباً وتحدياً وغروراً بل ويشاركون اقرانهم في التعدي على مستحقات الغير التي ليست لهم من غير اكتراث لا بل مايزيد الطين بلة انهم يشهدون شهادة زور وبطلان من غير خوف ولاوجل بل طغيان مصالحهم الدنيوية الزائلة، ولكن ما أن يصاب أحدهم فجأة بعارض صحي ويكون شديداً عليه حتى يتمنى أن يدفع كل امواله من أجل صحته ويبيع الغالي والنفيس بل يعلن التوبة والندم، و كم من إندار إلهي نبه من نومة الغافلين مراراً عديدة ولكن لو أسمعت لناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادى فنسى و تناسى العبر الإلهية المستفيضة فيتمادى في الغي والضلال وعدم الاكتراث.

هذا الإنسان الغريب في اقواله والعجيب في افعاله…وكأنه يعيش في عالم من الخيال الذي لايحكمه شرع ولا قانون وهو بالامس القريب لا يبالي وكأنه طاووس عصره لا يعير لاحد من البشر أية أهمية بينما شوكة تجعله يئن ويصرخ ويسقط ذلك الجبروت وكل الاقنعة المزيفة وتذهب ادراج الرياح…..
فأين المتعضون الذين يستمعون القول ويتبعون احسنه ويأخذون العبر من هذه الحياة القصيرة المليئة بالمنغصات والكدر والاسقام …حمانا الله واياكم من كل ذلك وجعلنا في خير وعافية بحول من الله وقوته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى