الرئيسيةوطن
2022-12-23

بـ «الخيط والمسامير» غالب العلوي يرسم لوحاً مُبهرة خارجة عن المألوف

وسام الناصري - خليج الديرة

على غير عادة الفنانيين التشكيلين.. خيط ومسمار ومطرقة فقط ما احتاجه السيد غالب العلوي ليصنع الجمال عبر لوحاته التي أبهرت زوار مهرجان جزيرتنا خضراء المقام حالياً على أرض بلدة الربيعية؛ بتنظيم من مجلس أهالي الربيعة وبالتعاون مع جمعية تاروت الخيرية.

في جولة لصحيفة خليج الديرة التقينا السيد غالب العلوي صدفة؛ ليروي لنا تفاصيل حكايته والتي بدأت صدفة أيضاً، مع مايعرف بفن الفيلوغرافيا أو الرسم بالخيوط، فيقول: قد تبدو علاقة الرجل بالخيوط غريبة ولكن بدأت قصتي صدفة مع هذا الفن عندما أخبرتني أختي منذ سبعة أشهر، بنيَّتها في شراء لوحات فنية تُزيِّن بها أحد جدران بيتها، فقلت لها ممازحاً تدفعين ثمناً للوحات ولديك أخ فنان.. وكنت حينها لم أكتشف موهبتي بعد، ولم تكن لدي أي تجارب سابقة في أي نوع من الفنون.

ويضيف: من خلال بحثي في الإنترنت عن بعض الأساليب الفنية لصنع لوحات تشكيلية تعطي جمالية لمنزل أختي قرأت عن فن الفيلوغرافيا، وكيف تبدو اللوحات أكثر واقعية من خلال الرسم باستخدام الخيوط والمسامير، فبدأت في صنع أولى لوحاتي والتي كانت تجسد صورة حصان ومنها بدأت في هذا المجال.

ويشير «السيد علوي» إلى أن فن الفيلوغرافيا إنما هو فن قديم عرف منذ العصر العثماني وبالرغم من بساطة أدواته حيث لا يحتاج الفنان إلا للوح وخيط ومسامير ومطرقة ولكنه لا زال يتسم بالندرة وقلة الفنانين الذين يماسرونه سواء على مستوى المنطقة أو الوطن العربي.

ويوضح أن العمل في هذا النوع من اللوحات يحتاج إلى الصبر والدقة في الإتقان في جميع مراحله بدءاً من اختيار التصميم ودق المسامير التي لابد أن تكون على بعد مسافة واحدة وأيضاً جودة الخيوط لأن غلطة واحدة قد يقطع الخيط وتُتلف العمل بالكامل، مما يضطر الفنان لأن يبدأ من جديد، لذلك أستخدم خيوط ذات جودة عالية تركية الصنع، أيضاً أختار نوعية المسامير بعناية بحيث يناسب حجمها حجم اللوح والتصميم الذي أعمل عليه، أما الألواح فأستخدم خشب الأوك الطبيعي.

ويكمل: ألهمت زوجتي وأولادي في هذا الفن وأصبحوا يشاركوني العمل في التصميم و تلوين الخلفيات الخشبية وأحياناً لف الخيوط حول المسامير حتى أتقنت ابنتي فاطمة (١٤ عاماً) لوحة كاملة مفردها، ثم بدأنا بتطوير اللوحات حتى تصبح أكثر احترافية وذلك بتعاوننا جميعا أنا و زوجتي وأطفالي، فأدخلنا أفكار جديدة لمختلف المناسبات بعمل لوحات لاستقبال المواليد، وحفلات الأعراس والتخرج، وأعياد الميلاد وغيرها حسب طلب الزبون، فقررنا عرض لوحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، والحمد لله الإقبال جيد جداً، فقد تم شراء بعض لوحاتنا من جدة، والكويت، والمدينة، والرياض، وأيضاً دولة السودان.

ويُلفت إلى أن “العمل في اللوحة قد يستغرق ٣ أيام حسب دقة التصميم والحجم، وأن أكبر لوحة تم إنجازها هي لوحة الحصان ويبلغ حجمها متر في متر وهي اللوحة المعلقة على جدار بيت اختي”، وذكر أنه يطمح في مزيد من التطور والاحترافية وتنفيذ جداريات ضخمة بالخيوط.

وبيَّن العلوي أنها المشاركة الأولى له في مهرجان ويطمح في التواجد في المهرجانات القادمة لما رآه من استحسان الناس وإعجابهم بلوحاته، وكانت له مشاركة سابقة في حفل تكريم بمستشفى القطيف المركزي حيث عرض ٢٠ لوحة فنية تم بيعها جميعاً.

زوجة السيد غالب «زينب سليمان»، قالت: “قد نكون اكتشفنا مواهبنا مؤخراً ولكن نحن من عائلة تحب الفن فوالد زوجي نجار ورسام تشكيلي يرسم لوحات جدارية في بيته، وأنا أحب الرسم كثيراً لكن مسؤوليتي كأم تجاه أسرتي أبعدتني عن هوايتي، والآن ابنتنا «فاطمة» تصنع لوحات فيلوغرافية بنفسها كما أنها شغوفة بالرسم وصنع الإكسسورات وفن الريزن.

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى