الرئيسيةوطن
2022-12-27

ضـحى أخضر : حكايتي تشبه الميداليات التي أصنعها

وسام الناصري - خليج الديرة

حكايتي تشبه واحدة من تلك الميداليات التي أصنعها.. قطعة واحدة تضم أكثر من مفتاح.. قد يكون المفتاح الأول سفري للخارج.. وتعرفي على سيدة مكسيكية اسمها كارن كانت تحيك المكرميات.. والمفتاح الثاني فترة الحجر وفقد والدي العزيز بسبب ذلك الوباء.. لم أستطع تجاوز حزني إلا بخيوطي..ثم تخطيت الحزن إلى مفتاح النجاح.. وبعد مئات القطع وجدت أن DH macrame أصبح واقعًا حلوًا أوصف به….

هكذا بدأت الحرفية «ضحى أخضر» حديثها مع صحيفة «خليج الديرة» عن فن المكرميات، وإن احترافها للمشغولات اليدوية بدأ بالصدفة والتجربة، أثناء دراستها اللغة الإنجليزية في كندا، وملازمتها يومياً لسيدة مكسيكية تحيك المكرميات كميراث من عائلتها.

وتشير «ضحى أخضر» إلى أن فن المكرميات هو نوع من أنواع الفن المنسوج، وهو نظم الخيوط والحبال وحبكها بطريقة فنية، وترتيبها بشكل محكم وأنيق تضفي عليها مظهراً جمالياً فتعطي شكلاً فنياً ذو مظهر رائع.

ولفتت أن فن المكرمية فن عربي أصيل، ويُعد من أقدم فنون النسج الذي ظهر في القرن الثالث عشر من قِبل النُّساج العرب، وكان يسمى بفن العقدة واستخدم لدى البحارة العرب لصناعة شبكات صيد السمك، وبعدها انتشر في إسبانيا وإيطاليا وكافة أنحاء أوروبا.

وبينت «ضحى» أن هذا الفن من النسيج اليدوي يمتاز بالمتانة، ويتحمل فترات طويلة جداً من الزمن، بفضل خاماته الطبيعية، حيث يستخدم القطن الطبيعي المستخرج من زهرة القطن الذي يمتاز بنعومته ولونه البارد اللطيف، ويمكن للمصانع صباغة اللون بأي درجة مطلوبة من الألوان.

وأوضحت أن هناك أنواع مختلفة للحبال المستخدمة في نسج عقد المكرمية منها الناعمة والمبرومة والمجدولة، كما أن هناك أحجام وسماكة مختلفة للحبال مثلاً ٢ مل و٣ مل وأكثر ، وكل حجم له عمل معين بالمكرميات.

وأشارت إلى أنه من الممكن عمل ديكورات مكرمية لا حصر لها، وذلك من خلال عقد الخيوط والحبال بأشكال وتصميمات مختلفة، إذ ينسج منها السجاد والستائر والبراويز وحقائب اليد والقلائد ومن الأعمال التي صنعتها من المكرمية، فواصل كتب، وميداليات، تعليقات مرايا للسيارة، وتعليقات جدارية، وتعليقات نبتات، أساور يد، و أرجوحات معلقة، كراسي، ومخدات، وسجادات، ومفارش، وأحب أيضاً الابتكار وصناعة كل شي جديد.

ساهمت «ضحى» في نشر هذا النوع من الفن من خلال تقديم الدورات والورش التدريبية، حيث كان الإقبال كبيراً جداً من فتيات المجتمع القطيفي، تجاوز عددهن ١١٠ متدربات من بينهن متدربات من ذوات الإعاقة والصم والبكم، وذكرت أن منهنّ من فتحت مشروعها الخاص وأتمنى أن يكنّ مدربات في المستقبل.

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى