
تعدّ وجبة السمك منذ القدم من أكثر الوجبات الأساسية على موائد أهالي محافظة القطيف قاطبةً، بحكم موقعها الجغرافي المطل على الخليج العربي.
واعتمد الأهالي على تناول الأسماك المحلية التي تزهر بها شواطئها، ولكن لوحظ في الأعوام الأخيرة دخول بعض الأسماك المستوردة على الأسواق المحلية والتي ألفها الناس مع مرور الوقت من خلال تناولها في المطاعم كسمكة العروسة «السيباس».. ويعود السبب لذلك وفقاً لبعض الصيادين والمهتمين إلى أسعارها الرخيصة إذا ما قورنت بأسعار الأسماك المحلية.
القاروص
«جعفر الصفواني» مستشار الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك بصفوى قال، إن المسمى العربي لسمك السيباس (العروسة) هو القاروص، ويعيش في مزارع بحرية في المملكة، وقد تم اصطيادها في العجيري وهو يشبه «الحاسون» ولكن بحجم أكبر وشكل رأسها للبعض غير مرغوب، وفيها نسبة من الدهون لذلك تناسبها طريقة الطهي الفرن أو مشوي على الفحم، وهناك نوعان من سمك السيباس في أسواق بيع السمك منها السيباس الآسيوي ولونها أسود، ويسمى براموندي عند سكان أستراليا الأصليين، وهو السمك النهري الكبير، حيث تنتشر عند مصبات الأنهار في قارة آسيا وأستراليا، وأما النوع الثاني هو السيباس الأوروبي أو القاروص الفضي وهو من الأسماك المتوطنة في البحر الأبيض المتوسط.
60 عاماً من الاستزراع
وأشار إلى أن سمك السيباس الآسيوي قد استزرع ونجحوا في ذلك منذ أكثر من ٦٠ عاماً في قارة أستراليا، وبعدة طرق منها الأقفاص العائمة، والبرك، والأحواض الترابية، ولكنها دخلت عالم الاستزراع عندنا في المملكة قبل مايقارب عشرة أعوام.
وأضاف: أما سمك السيباس الأوروبي فقد بدأوا في استزراعها قبل ما يقارب ٣٥ عاماً ونجحوا فيها في كلٍّ من اليونان، وقبرص بطريقة الأقفاص العائمة، ولكنها دخلت المملكة للاستزراع قبل ما يقارب أربعة إلى خمسة أعوام تقريباً.
شوك قليل
ولفت «الصفواني» إلى أن من مميزات سمكة السيباس الآسيوي أنها تتحمل مدى واسع من الحرارة والملوحة، ونسبة التصافي في اللحم عالية لذلك شوكها قليل، وأيضاً طعمها جيد ويناسب أغلب طرق الطبخ، كما أن سعرها مقبول، وتناسب أغلب فئات المجتمع، فبالتالي السمكة تعد مميزة، ولكن من عيوبها لدى مربي الأسماك في الأحجام الصغيرة نسبة الافتراس بين أفراد القطيع عالية، وأيضاً من عيوبها وجود عروق سوداء كثيرة بين أنسجة اللحم، وبالتالي بعض الأشخاص يتضايق من هذه النقطة، وهي من الأسماك القليلة التي فيها طبقة لبنية عازلة فوق غشاء العين، فعندما تتعرض للصيد والهواء الجوي وإلى درجة برودة منخفضة يتحول لونها إلى اللون الأبيض بالتالي يعد ذلك عيب عند تسويقها لأن المستهلك عندما يريد شراء هذه السمكة يجد غشاوة على عيونها فيعتقد أنها غير طازجة، ولكن هذا الشيء غير صحيح، لأن كذلك في أسماك البوري أو العربي نفس المشكلة، فعندما تريد شراء سمكة سيباس لا تنظر للعين، وانظر لبقية العلامات لتعرف أنها طازجة وهي اللون الأحمر البراق في الخياشيم، رائحة البحر، الرائحة الجيدة، القوام المتماسك أي عندما تضغط على اللحم يرتد ويرجع بسرعة، أيضاً يُعد سعرها مناسب في متناول الجميع حيث تترواح من ٢٥ – ٣٥ ريالاً.
وأكمل : هناك أيضا مميزات وعيوب لسمك السيباس الأوروبي فمن مميزاتها شكلها ولونها الفضي المميز ولحمها الأبيض قليل الشوك، فيها كمية دهون عالية بين أنسجة اللحم والناحية البطنية، قيمتها الغذائية عالية، تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية والأمويغا، يناسبها طريقة الطبخ بالشوي كي تستفيد من الدهون، ومن عيوبها عند مربي الأسماك أنها بطيئة النمو تصل لوزن ٤٠٠ جرام خلال أكثر من ١٤ شهراً، ولا تتحمل درجات الحرارة العالية، أيضاً سعرها مرتفع مقارنة بالسيباس الآسيوي يصل إلى ٤٠-٤٥ ريالاً.