في مشهد مهيب.. وثَّقته عدسة المصور «لطفي البصارة» لأعداد مهولة من أسراب طيور «اللوهة» أو كما يعرف بـالغاق المهاجر في سماء جزيرة تاروت بمحافظة القطيف.
وبدت الطيور، وكأنها تغزو الجزيرة في ظاهرة لا تحدث سوى مرة في العام.
المؤرخ والباحث التاريخي عبد رب الرسول الغريافي يقول، إن طائر «اللوهة» وجمعه «لوه» وهو اسم تفرد به أهالي الخليج ويسمونه أيضًا وخصوصاً في القطيف والبحرين “أبو القمل” لانتشار القمل في جسمه الزيتي الملمس، ويختلف قمل اللوهة عن القمل المألوف بأن حجمه كبير جدًا، وأما اسمه بالعربي فهو طائر «الغاق» واسمه العلمي وباللغة الإنجليزية أيضًا cormorant، وفي نورث هيموسفير يسمى: the great black cormorant أي الغاق الأسود العظيم، وفي مناطق نيوزلاند وما جاورها يسمى black shag أي ذو الشعر الأشعث الأسود وفي أستراليا يسمى the black cormorant الغاق الأسود وفي الهند يسمى The large cormorant وهو من عائلة الـ sea bird “الطيور البحرية” ولا يعيش في اليابسة بعيداً عن البحر أبداً وأكثر مايختاره من المناطق ليعيش ويعشش فيها ويتكاثر هي الجزر غير المأهولة بالسكان والمعروفة خليجياً “بالحالة” كجزيرتي جنة (جنا) وحالة(حالة زعل) وكذلك رأس أبو علي، والحالة حسب تعريفها خليجياً هي جزيرة رملية صغيرة وبعضها تغمرها المياه وتغطيها في حالة المد. و«اللوهة» صياد أسماك ماهر لما له من طول منقار كما أن له القدرة على الغوص لعدة أمتار وهو يعيش في أسراب كبيرة ويطير برشاقة واستعراضات كرنفالية تشكيلية جميلة وكسائر الطيور يقيدها أحد طيور اللوهة.
ويعدّ طائر اللوهة وفقاً لوكالة «كونا» الكويتية من الطيور المهددة بالانقراض، ويوجد في العالم 38 نوعاً منه وهو من الطيور المشهورة في الخليج العربي، وهناك تباين واسع في حجمه فيتراوح وزنه ما بين 1.5 إلى 5.3 كيلوغرامات وطوله ما بين 70 و102 سنتيمتر وطول الجناح ما بين 121 و160 سنتيمتراً والذيل طويل نوعاً ما.
وطائر اللوهة أسود اللون له رقبة طويلة ومنقار طويل معقوف في نهايته يشبه رأس “الميدار” ولون عينه أصفر والجفن أسود ويعيش في جماعات تصل إلى المئات وفي حالة اعتدال الأجواء تصل أعدادها إلى الآلاف.
طير اجتماعي
وهو من الطيور الاجتماعية ولا يشبه طيور البحر الأخرى ويعد الطائر الوحيد الذي يعيش على ريشه القمل والقراد، ولهذه الأسباب نادراً ما يؤكل لحمه.
الرحالة الرشيق
و«اللوهة» الرَّحالة أحد الطيور الشهيرة في الخليج العربي، وتزورها بالآلاف قبل أن تغادر بداية الربيع للتفريخ وتشكل أسراب اللوهة من بعيد منظراً بديعاً، وهي تحلق على شكل جماعات كبيرة تأخذ بالدوران على شكل حلقات استعراضية وتنتقل برشاقة في السماء وتحلق أسرابها على مسافات قصيرة فوق سطح البحر.
ويطير لمسافات طويلة ولا يبعد عن البحار وهو يعيش في شكل أسراب كبيرة على شواطئ البحار ونادراً ما يذهب إلى اليابسة.
ويمكن لطائر اللوهة الغوص إلى أعماق كبيرة وصيد الأسماك بعمق 20 متراً، لذلك يقوم بعض الصيادين بربط رجله بحبل طويل حتى يلتقط الأسماك ثم يسحبه ليأخذ منه السمكة.
صاحب الصوت المزعج
ويقول البحارة القطريين قديماً «لا توقظ اللوه»، كناية عن كثرة الحشرات التي تغزو ريشه، فضلاً عن صوته المزعج، فحين يستيقظ ويحلق فوق البحارة يزعجهم بالحشرات أو بالصوت العالي.
