
أثمن وانظر باهتمام لإنشاء بلدية القطيف مركزاً خاصا بالابداع البلدي، وهي التي فازت مؤخرا جائزة أمين المنطقة الشرقية.
قبل نحو عامين عينت أمانة المنطقة الشرقية الاستاذة مها الوابل مشرفا على مزكز الابداع البلدي بالأمانة، وقبل ذلك بعام تقريبا قامت أمانة مدينة جدة أيضا بنفس الخطوة التي قامت بها اكثر من أمانة في المملكة.
مجتمع محافظة القطيف هو مجتمع حيوي ونشط وهو المعروف بنشاطه الإبداعي الخلاق والمستمر طوال العام تقريبا. ولعله من حسن حظ هذا المركز وادارته ان يكون في محافظة القطيف حيث البيئة الأكثر دعماً لأهداف مثل هذه المراكز الإبداعية.فلدينا من الطلبة والكفاءات ما تشهد به لهم المراكز المتخصصة التي تختفي بانجازاتهم.
إنشاء مركز الابداع البلدي في بلدية محافظة القطيف جعلني اتذكر واربط بينه وبين مركز الأمير سلطان الحضاري الذي مازال تحت الإنشاء، كما جعلني اتذكر أيضا مركز وسط العوامية، وهما من المراكز المتميزة (وربما الوحيدة) في محافظة القطيف. مركز الابداع البلدي في بلدية القطيف خلق رابط لدي بينه وبين مهرجان القطيف الدولي للأدب، ورابط اخر بينه وبين تسجيل القطيف كمدينة مبدعة تابعة لليونسيكو المقرر تسجيلها ان شاء الله خلال هذا العام.
لا يمكن التقليل من هذه الخطوة المهمة، لكن أيضا لا ينبغي حصر المجال الإبداعي بالقرار الاداري فقط، فهناك مساحة واسعة لدعم هذه الخطوة المهمة والتي ربما يكون فصل مقر المركز عن البلدية ليكون مقرا مستقلا شكلا ومضموناً هي أولى الخطوات التي ينظر إليه باعتبارها اهم عناوين الدعم الملموس لهذا المركز.
ان وجود مقر مستقل لمركز الابداع، يعني فتح المجال لإدارة المركز للعمل بشكل إبداعي مختلف عن النمط التقليدي لأي إدارة أخرى في البلدية، كما يعني ان هناك مساحة أرحب واستعداد أقوى لجذب المبادرات الأهلية الإبداعية. أنها تعني استقطاب للعمل التطوعي والأفكار والمبادرات الإبداعية للانتقال لمنحنى إبداعي ارفع في هذا المجال، ونظرة ثاقبة تسعى لخلق حالة من المنافسة الإيجابية بين نمطين من الإدارة داخل الجهة الواحدة.
لقد اثبتت محافظة القطيف بجميع فئات مجتمعها واعمارهم وبحكم التجربة على الأرض والحاضر الملموس على القيمة المضافة ماديا ومعتوية التي يمكن أن يتلمسها الجميع من داخل وخارج المحافظة وعلى المستوى الوطني من المواطنين والمقيمين ايضا. وهذا كله يعطي الزخم الكاف لبلدية القطيف للتفاعل مع قرارها بإنشاء المركز الجديد بمستوى يقارب التوقعات او يفوقها.