الرئيسيةوطن
2023-03-22

الدَّماميون يستقبلون الشهر الكريم بالبخور والعود

عيسى المزمومي - خليج الديرة

ما إن يدخل شهر رمضان حتى تنتشر رائحة العود الأزرق في معظم مساجد ومنازل الدماميين، وهنا تحرص ربات البيوت على تبخير منزلهن خاصة مجالسهن في تقليد رمضاني توارثه أبناء المدينة منذ سنين طويلة وتمسك به الأبناء بعد الآباء وتعهدوه جيلاً بعد جيل.

والعود الأزرق يقبل على شرائه الخليجيون، ويكثر الطلب عليه في مواسم الأعياد والأفراح، ولأن شهر رمضان شهر الله العظيم، وشهر الضيافة والكرامة الإلهية، كان استقباله بالبخور والعود الأزرق من العادات والتقاليد الأصيلة والمشرّفة والمعروفة.

وتجهز أرباب الأسر متطلبات ومقاضي الشهر الفضيل قبل دخوله؛ وتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة الشهر الفضيل؛ وتنظيف المنازل ووضع المناظر الطبيعية والرسومات الخزفية ؛ وتعليق صور الآيات القرآنية على الجدران التي تربط وجدان الناس بروحانية وقدسية الشهر الكريم.

في البداية، يقول احمد العامودي المولود في الدمام منذ ٥٠ عاماً أنه ولد وعاش طفولته في حي القزاز بالدمام، وان استقبال رمضان من أهالي الدمام لايختلف عن باقي محافظات المملكة، لكن الناس تغيرت الآن بسبب التطورات التكنولوجية ولكن لم يزل أهالي الدمام كل عام يستقبلون رمضان بتجهيز المنازل للتتناسب مع روحانية الشهر الكريم لقراءة القرآن في المنزل وتطيبه بالبخور والعود الأزرق وتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم الشهر الفضيل مع الجيران في الحارة.

وعن أهم العادات المتوارثة في الدمام يؤكد أن الغبقة وهي وجبة مسائية بعد صلاة التراويح لم تزل لم تندثر إلى الآن مع تواجد المأكولات الرمضانية الشهيرة في الدمام مثل «الهريس، اللقيمات، العصيد، الخبر الأحمر، ومشروب التوت».

أما محمد المهري يؤكد أن اغلب أهالي الدمام الان مشغولون في أعمالهم و رمضان لازال يحتفظ بروحانية وقدسية لشهر وحيد في العام لكن من أهم مظاهر أهالي الدمام في استقبال الشهر الفضيل كل عام تجهيز المنازل وتطيبها وتجهيز المجالس الرجالية في كل منزل لاستقبال الضيوف والاجتماع مع أهالي الحي والجيران، والأصدقاء.وتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم الشهر الفضيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

و يضيف: من أهم مايميز محافظة الدمام من العادات المتوارثة هي «الغبقات» الرمضانية وهي نوع من الاجتماعات التي تميز بها الشهر المبارك للأهالي أو الأصدقاء، بطابع شعبي رمضاني، يشارك فيه بعض أفراد الأسرة بطبق أو عدد من الأطباق المصنوعة في المنازل أو المطاعم. وتطورت هذه العادة في الوقت الحالي حتى شملت الزينة الرمضانية للمنازل، من خلال تعليق صور لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وآية الكرسي. ووجود عادة القريقعان في منتصف الشهر الكريم.

صالح الغامدي قال أهم عادة رمضانيه في الدمام منذ ٥٠ عام إلى الآن هي تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم الشهر الكريم وزيارة الأصدقاء والأهل في رابط اخوية تجمع الناس على المحبة والألفة والأخوة.
وتجهيز المنال لاستقبال الضيوف والاجتماع وتناول الإفطار أو السحور مع بعض الأقارب والجيران والأصدقاء في جو حميمي وإنساني.

ويلفت إلى أن الدمام إلى الآن توجد بها عادة «القرقيعان»، وإقامته في نفس الوقت من كل عام في النصف من الشهر الفضيل، لما يحمله من موروث شعبي لساحل الخليج العربي عامة والدمام خاصة.وأما اهم أهازيج القريقعان التي يرددها الأطفال تقول كلماتها: «قرقيعان وقرقيعان… عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم».

يذكر أن الغبقة كعادة في المنطقة الشرقية عامة ويحتفل بها أهالي الدمام خاصةً مائدةٌ تسبق السحور في رمضان، وتكون بعد الانتهاء من صلاه التراويح، أي بعد منتصف الليل، أو قبله بقليلٍ في أي يومٍ من أيام رمضان، وقد تقام كل يومٍ، أو يومين لدى شخصٍ مختلف من الأقارب وأهل الحي، لكنها تقلُّ بعد انتصاف الشهر للانشغال بالتحضير للعشر الأواخر والقرقيعان والعيد وتختلف من منطقة إلى أخرى .

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى