مايسطرون
2023-05-23

سِلسِلَة أخرى عن رِجالٍ رحلوا ستبقَى ذِكراهُم على صَفحات الزَمَن.


لقد وَجدتُ تفاعُلاً وتجاوباً مشكوراً مِن قِبَل إخوة أعِزاء كِرام عن المَقال السابِق المَعنُون بِعنوان رِجال في ذَاكِرة التاريخ، وطلبوا مِنِي مُواصَلة سِلسِلَة تَسليط الضُؤ على رِجالٍ رَحلوا كان لهم دور فَعَال في حَركَة دوران عَجَلَة الحَياة العِمرانِية والإنشائِية والزِراعية والخَدَمِية في مدينة سيهات المَحرُوسَة، عَبرَ مِهَن وحِرَف كثيرة مُهِمَة، الكَثيرُ مِنها يَصعُب تَتَبُعه ولكِن نأخُذ ماتَيسَر ومُتَاح مِن أُناسٍ مَخضرَمين عاشوا هذه الحُقبة مِن الزَمَن، خَاضَ مُعظَمَهُم وعاصَروا أهل ذلِك الوقت بِتجَارِب عَدِيدَة مع أولئك الكَسَبَة.

نَستَعرِض بَعضاً مِن الأسماء ونَطلُب العُذر والسَمَاح مِن الآخرين إن لم نَتَطَرق إليهِم لأن أغلب السيهاتيين كانَت لديهُم مِهَن وحِرَف يَسترزِقُون مِنها، والطَبقَة العامِلة في ذلِك الوَقت تُمثِل الشَريحَة الأكبر في المُجتَمع السيهاتي.

عودٌ على بِدء ومِن المِهَن الرَئيسِية التي لا يُمكِن تَجاهُلها أو عدم الإشارَة إليها هي حَركَة البِناء والتَعمِير، فَالبَناؤن لهم دُورٌ كَبير في إعمار البِيوت وإنشائِها بما تَيسَر لَهم من المَواد الإنشائية والعِمرانِية، تُعتَبر مِهنة الإنشاء والتعمير مِن المِهَن التي تَحتَاج إلى قُوة جِسمانية ونَشاط ومُثابَرة وفن في البِناء ومِن هؤلاء المَرحُومين الحَاج عبدالحي الرميح والحاج جاسم الملاحي والحاج عبدالله راشد وإخوتِه والحَاج مهدي الحلال وغيرَهم كثير لايتَسِع ذِكرُهُم جميعاً ولو إنتَقلنا إلى مِهنَة أخرى لا تَقل أهمية عنها ومِنها حِرفَة الزِراعَة أو الفِلاحة كَما يُقال التي كانت سَائِدة في ذلك العَصر، وخاصَةً ما تَنتُجه النَخِيل التي تُعتَبر سَيدَة الأشجار فالإنتاج مِن الرطب والتَمر مُتعدِد الأصناف في الأكل والمذاق وكذلك الخُضار وبعضٌ مِن أنواع الفَاكِهة التي مَلئت الأسواق في تِلك الفَترة من الزمن، ومِن المُزارِعين الذين كان يُشارُ لهُم بِالبَنان المَرحُومين الحاج عبدالله بن صالح المدن وأخيه عبدالمهدي، والحاج جمعة القلاف، والحاج ابراهيم سعود زين الدين وكثيرون لا مَجَال لذكرِهم ولهم مِنَا كل الذِكر الطَيب والفِعل الجَميل فبَصمَاتِهم موجودة حتى وقتنا الحَاضِر، حيثُ كانت سيهات الحَبيبة تَملِك أنشطِة مُتمِيزَة في صَيد الأسماك مِن جَانِب ومن جَانِبٍ آخر الزِراعة، فَواحَة سيهات مَليئَة بِالمَزارِع الشَاسِعة المُنتِجة في أنٍ معاً.

طِبتِ ياسيهات وطَابَ مَن دُفِن على ثراكِ الطاهِر الذين خَلَدَهم التَاريخ لِتَظِلَ ذِكراهُم بَاقيةً تتناقَلها الأجيال من جيلٍ إلى جِيل وستبقَى مَحفُورة على صَفحَات الزَمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى