
من الأهداف الاستراتيجية لتحقيق رؤية السعودية 2030 الاعتناء بتحسين جودة الحياة من خلال تحسين البنية التحتية للمدن والارتقاء بجودة الخدمات والبيئة الاجتماعية وإزالة مظاهر التشوهات البصرية التي تشوه جماليات المدن، وتحدث الخلل والتباين في التنسيق والتنظيم والجودة والمعايير، سواء في الطرقات والشوارع أو البنى التحتية والمباني السكنية والمرافق الخدمية.
في الآونة الأخيرة ازدادت وتيرة العمل على تحقيق هذا الهدف وأصبحنا نسمع طنطنة تفلق الرأس ونشاهد إجراءات على ارض الواقع بهت من صرامتها وحزمها الكثير من الناس وانا منهم!! لأني قبل ما يقارب من خمس سنوات كتبت خاطرة بعنوان “خبير السلامة” تحدثت فيها عن رحلة “تنفيه” سيرا على الأقدام مع أحفادي، فعندما كنت أسير معهم في أحد الأزقة وشاهدنا كثرة غرف التفتيش لخدمات الصرف الصحي ((Manholes وغيرها من مناهل الخدمات التحتية بعض أغطيتها سليمة وبعضها امشلخة، خطرها واضح للأعمى قبل البصير، وكان خبير السلامة حفيدي الصغير الذي لم يتجاوز عمره آنذاك خمس سنوات يقول كل ما مررنا بأحد تلك الأغطية الفولاذية المحطمة (انتبوا لا اتوسون على البالوعة بااادين اتبون تهت)، يومها رفعت مع خاطرتي بعض الصور لتلك المخاطر المحدقة بالصغار والكبار إن لم يكن في كل الأحياء والشوارع ففي معظمها ولم يكن في خلدي أن الفت انتباه المسئول عن تلك المخاطر لأني مقتنع تماما بالمفل القائل: “قول لخالك يچسيك قال خالي اعمى مايشوف !؟”.
بعد مرور خمس سنوات تقريبا أحد تلك المانهولات المكشوفة والتي تم تغطيتها ربما من قبل أحد المؤمنين بلوح خشبي حتى لا يهوي به أحد المارة خصوصا انه يقع في أحد أهم الشوارع بوسط مدينة سيهات (شارع الملك عبدالعزيز) شاهدته منذ أيام وكأنه “محلسة أو مخشة” يلملم فيها عامل النظافة ما يجمعه من علب معدنية وقناني بلاستيكية يرتفع وينخفض فيها عدد الأخياش والكراتين يوميا حسب ما يتم التقاطه من القمامة اللهم لا حسد بل رزق من عند الله ساقه لأحد عباده ولا اعتراض لدي على كل من سعى في طلب الرزق الحلال، لكني فقط أروم أن اهمس في أذن المسئول كن قدوة وأبداء بتفعيل واجبك أولا ليقتدي بك الآخرين، عملك الميداني مترجلا بالسير على قدميك يتيح لك الوقوف عن كثب على بعض معوقات تحسين الجودة الحياتية ومن ثم تفعيلك للتدابير الضرورية تجعلك من الذين يميطون الأذى عن طريق المؤمنين تؤجر عليه أضعافا مضاعفة عند رب العالمين.