
أقصُّ عليكَ
ما تراه من التراب
رغم كوني من بقايا الطين
لكني
بين أثواب القصائد أنمو
لا زلتُ أبحثُ عن ذئبٍ ليأكل أمنياتي
ولدتُ من الأحضان قبل تحوُّل الأخشاب إلى أفعى
سقطتُ ولكن للسماء
ولست أدري أي أرضٍ
لحظة اكتشاف الدوران
لحظة خشيةِ العلماء
من فتنة الجهل المغلفةِ بالعقلانية
وتوزعتُ
و الليل يبحث عن قمر
وتوزعتُ
والمثقفين يبكون على الحداثة
كما كان امرؤ القيس تماماً
الناشطون السابحون
من التباهي
يقيمون صلاةَ استسقاء للشعر
يصطفون…
كأنهم في بيان منصوص
لتهطل الكؤوسُ
كؤوسٌ تمتلك البريق الذي يؤهلها للكيف
الوجوه التي لا تتقرب للمعنى
كما تتقربُ للوجوه
الدعوات التي تَشْربُ الخصوصية
يشحنون المقاعد بالمشاعر العلْوية
يخرجون منها منتشين بالانحياز
أستغفر الله…
من المقاعد التي لا تعترف بالانحياز
من الابتسامة التي تركتها النخبة الأولى
على وجنات الشاطئ البكر
من الخطيئة العظمى
ورأي أبي العلاء في كل ذلك
لهذا الجمع إلا الشعر
الذي ينسابُ من سلافات الضفائر الحزينة
الليل يفترشُ التجارب في المعامل الثقافية الكثيبة
ما عرفنا القصيدة من فصائلِ الدمِ الباردة
لكي تقتلنا بكل أناقةٍ وذوقْ
بمبدأ الباحثين عن الإنسانية
رأيتك في منامي تراودني
تَقْلبُ الطاولةَ الوهميةَ على بنات أفكارهم
تعربدُ كالمراهق بعد فواتِ الأوان
في يديك الحداثة كفتاةٍ جميلة لا تنتمي لحقول حمصَ وماء الشام
كمراهقٍ على طريق جِبْلَة أضاع الهدية
خيوطك لا تكتم العالم الذي تتحرر منه
والدمى التي تتمنى الخيوط
تبتسم في كل أرجوحةٍ عابرة
العطاشى أنتَ وأنتَ
أما هنالك لا تسلني كيف تجري من تحتهم عروق الماء
لدينا سوقٌ سوداء للشعر
هاهنا الوطن الأخضر
وهنا النور يولد من بقايا النخيل
في المسجد القديم
في المحراب الواسع
الذي أصبح معلماً
لأول بيتٍ خرجتْ منه البشرية
لأول بشرٍ يحمل ستةَ وأربعينَ كرموسوماً
لأول مسالة اختلافٍ
لأول معضلةٍ لتباعد وجهات النظر
لأول ابتكارٍ
جعلنا نشعر بالتقارب
بالوحدة
بحرية المعتقد
للقربان الأول الذي أكلته الكناية
للحرب الأولى
التي نشبت من أجل الجمال
من أجل الحب
من أجل الأنانية
من أجل الجنس
قبل أنْ تحدث الطفرة الجينية المنْقذة
لا تلمني فأنا شاعرٌ في منامي
يجوز لي ما لا يجوز لي في أحلام اليقظة
ولا تسلني عن عقدة الأول هذه
عقدي كثيرة جداً وليس عندي
ما يشبع الفضول في شعرك الأبيض
هاهنا الكل أو الكم أو النسبية
المكان هو المكان
والحضور هم الحضور
والمقاعد هي المقاعد
ولا دخل لآينشتاين في ما حصل
و قبل ذلك لا تسلني كيف كانت الخريطة الوراثية