مايسطرون
2023-09-09

دور الإعلام الجديد في دعم رؤية السعودية 2030


منذ أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن رؤيتها 2030 م وكان الهدف فيها واضحاً، وهو تحويل الاقتصاد الوطني إلى الاعتماد على مجموعة كبيرة متنوعة من القطاعات ، بما في ذلك الإستثمار في البنية التحتية الرقمية.

وفي هذا الأمر يلعب الإعلام الجديد دوراً حاسماً في تحقيق أهداف الرؤية.فالوطن يقف على أعتاب تحول هائل في طبيعته الاقتصادية والاجتماعية بفضل الرؤية الطموحة التي بادر بها عام 2016 م سمو ولي العهد الأمير المجدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان _ حفظه الله.

و حري بنا أن نتساءل عن دور الإعلام الجديد في التوافق مع هذه الرؤية ومساهمته في تحقيق أهدافها. حيث تمثل رؤية 2030 م التي أعلنها سمو ولي العهد خطة شاملة لتحديث البنية التحتية في السعودية وتحويلها إلى مجتمع قائم على المعرفة، وهو الأمر الذي يستلزم الحاجة الكبيرة للإعلام الجديد والتكنولوجيا الرقمية. و يمكن للإعلام الجديد، بالاستفادة من الأدوات الرقمية مثل مواقع التواصل الاجتماعي والبث الحي والبودكاست، أن يكون قوة دافعة للتغيير الحضاري المنشود. و من المعروف أن الإعلام الجديد يتضمن وسائل الإعلام الرقمية وشبكات التواصل الإجتماعي والمنصات الإلكترونية المتطورة والتي يمتلك قوة استثنائية في تشكيل الرأي العام وتعزيز الحوار الاجتماعي. فكيف تعمل هذه القوة بشكل فعّال على دعم رؤية السعودية 2030؟

في دراسة بعنوان” دور الإعلام الرقمي في نشر رؤية المملكة 2030م” نشرها جامعة أم القرى في يونيو عام 2021 للباحثة ” آمال حلبي ” تبين ارتفاع نسبة من يرون أن مستخدمي وسائل الإعلام الرقمي يهتمون بدرجة كبيرة في متابعة قضايا تمكين المرأة في ضوء رؤية المملكة 2030 م بنسبة 80.0%، بينما جاءت نسبة من يرون أنهم يهتمون بدرجة متوسطة 20.0% -أن نسبة 80.5% من المرأة السعودية العاملة في العديد من القطاعات الحكومية والخاص والأعمال الحرة. -أن رؤية المملكة 2030 م تهتم بدرجة كبيرة بقضية تمكين المرأة، مع فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المبحوثات على أبعاد مقياس الدراسة في ظل رؤية المملكة 2030 م وفقاً للعوامل الديموغرافية . الأمر الذي يؤكد دور الإعلام الرقمي في نشر رؤية المملكة 2030 كما جاء في هذه الدراسة التي نشرتها مجلة جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعية في شهر رجب 1433هجري.

وهناك عدة محاور لذلك، مثل دور الإعلام في تعزيز محاور الرؤية مثل دعم محور السياحة، ودعم برنامج خدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب أهمية الإعلام في تحقيق الاستراتيجيات العدليَّة، ودور الإعلام في الأمن السيبرانيِّ، إضافة إلى أهمية الإعلام في التعليم، وكذلك أهمية الإعلام في صناعة رياضة متنوعة وشاملة، ومحاور عدة نقاشتها مؤسسات علمية بالمملكة خلال السنوات الماضية مؤكدة دور الإعلام الجديد في تعزيز الوعي برؤية 2030.

وتأسيسا على ذلك يمكن للإعلام الجديد أن يسهم بشكل كبير في توعية هذه الجماهير بأهداف الرؤية والتحديات التي تواجه تنفيذها. بفضل الوصول الشامل لوسائله وأدواته المبتكرة ، و يمكن توجيه الرسائل الإعلامية إلى فئات واسعة من المجتمع، مما يعزز فهم المواطنين بأهمية الرؤية.

ويمكن للإعلام الجديد أن يشكل منصة للحوار والتفاعل بين الحكومة والمواطنين، يمكن أن يسهم في تيسير النقاش حول تقدم الرؤية والبحث عن طرق لتحسين تنفيذها. هذا الحوار المفتوح يمكن أن يزيد من الشفافية وبناء الثقة بين الحكومة والشعب.

يمكن أيضا للإعلام الجديد أن يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الابتكار وروح المبادرة. من خلال التركيز على النجاحات الفردية والجماعية، و يمكن أن يكون مصدر إلهام للأفراد والمؤسسات لتطوير أفكار جديدة والسعي نحو التقدم.

و يستطيع الإعلام الجديد أن يقدم منصة للمواطنين المبتكرين ورجال الأعمال من الشباب السعودي لعرض أفكارهم ومشاريعهم. مما سيساعد هذا في تعزيز روح الريادة والابتكار، وهو أحد الأهداف الرئيسية لرؤية 2030 م، كما يساعد في تعزيز العلاقات الدولية للسعودية، من خلال الترويج للثقافة والتقاليد السعودية وتسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه البلاد.

وكي نقف على ذلك في نموذج عملي جاد يمكننا أن نلقي نظرة سريعة على حسابات التواصل الاجتماعية لرؤية 2030 م . التي يتابعها الملايين من أفراد الشعب السعودي ويتفاعل معها ندرك على التو الدور الكبير الذي يقوم الأعلام الجديد بتعزيز الوعي برؤية 2030 بالمملكة العربية السعودية.مما يؤكد مجددا أنه يمكن للإعلام الجديد أن يلعب دوراً حاسماً في دعم رؤية 2030م . فهو يوفر منصة للنقاش والتفاعل، ويساعد في تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعزز ثقافة الابتكار والريادة، وتحسين الصورة الذهنية على الساحة الدولية. فلا ننظر للإعلام الجديد كأنه فقط أداة لنقل الرسائل بل هو شريك أساسي في نجاح رؤية السعودية الطموحة وقد حان الوقت للاستفادة من إمكانياته بشكل أكبر لدعم التحول الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي تسير إليه المملكة السعودية بقوة وحسم غير تقليدي أدهش الجميع.

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى